كيف تكون حياتنا ونحن قلقون اجتماعيًا

كُتبت هذِه السطورْ لأجلِك أنْت.. أثناء قراءتك لها اسأل نفسك.. هل أنا بين هذه السطور؟

حياتنا قائمة على التواصل والتفاعل مع الآخرين، سواء من الأهل أو الأصدقاء، زملاء العمل، أو رفقاء الدارسة، طبيعي أن يشعر الشخص بالقلق في المواقف الجديدة مثل اول يوم في المدرسة أو الذهاب للجامعة، مباشرة العمل في وظيفة جديدة، إلقاء محاضرة لأول مرة، ولكن عندما يزيد هذا الخوف عن الحد الطبيعي فإن ذلك يصنف ضمن القلق الاجتماعي فهو يؤدي إلى تجنب المشاركة في المواقف الاجتماعية أو الدخول في مناقشات... بالتالي ينتج عنه  مع مرور الوقت تدني في المهارات الاجتماعية وظهور مشكلات عديدة منها أسرية، وزوجية، مشكلات في العمل، والدراسة، يعتاد المصاب بالقلق الاجتماعي على نفس النمط في التفكير الخاطئ بالتالي الحصول على ذات النتيجة والتي تسبب تدني في تقدير الذات وضعف في الثقة بالنفس.

إن مشاعر الخجل والتوتر والخوف من وقت لآخر ومن موقف لآخر رد فعل طبيعي في المواقف الاجتماعية الجديدة التي تستدعي ذلك. ولكن نحن هنا سنسلط الضوء على "القلق الاجتماعي" والذي يكون عبارة عن خوف شديد وغير طبيعي في المواقف الاجتماعية لدرجة أنه يعيق الحياة اليومية. وربما يراودك هذا السؤال ما هو القلق الاجتماعي؟ وها نحن نذكره بالتالي: 



تعرف منظمة الصحة العالميـة 1992م (OMS) القلق الاجتماعي: بأنه اضطراب يبدأ غالبا فـي مرحلة المراهقة، ويتمركز حول الخوف من نظرة الآخرين ويؤدي إلـى تجنب المواقف الاجتماعية، ويبدو الرهاب الاجتماعي في أعراض نفسية أو سلوكية أو فسيولوجية، وتظهر في مواقف اجتماعية معينـة.


كيف أعرف إن عندي قلق اجتماعي:

كيف أعرف إن عندي قلق اجتماعي:

إذا حضرت مناسبة ولاحظت أن حوارك الداخلي يتمحور حول

1-     الخوف من الانتقاد.

2-      استباق الاحداث.

3-     تقييم المواقف بعد حدوثها.

4-     التفكير السلبي.

يقول خالد... في المناسبات الاجتماعية ينتابني شعور بأن الناس ينظرون الي نظرة تفحص أنا لا أحب أن أكون ملاحظ من الغير، سوف ينتقدون ملابسي لأنها غير متناسقة، وتسريحة شعري السخيفة لابد أنهم سيسخرون منها، بدأت أشعر برجفة مع ان المكان ليس بارد، يبدوا انهم لاحظوا توتري، لا بد أنهم سينتقدون طريقة تفكيري ويعتقدون أني غريب الاطوار، اسلوبي غبي لن ينال اعجابهم، سوف أجلس بمفردي والكل يلاحظ وسأشعر بالإحراج من نفسي، ما الذي اتى بي الى هنا! أفضل ان أبقى بمفردي في المنزل، أتمنى أن اختفي، سوف أجلس الزاوية حتى لا يلاحظ وجودي أحد.



أعراض القلق الاجتماعي:

أعراض القلق الاجتماعي:

تظهر مؤشرات القلق الاجتماعي بشكل مستمر وقد تشمل ما تمر به قبل الموقف الاجتماعي من قلق مسبق تجاه نشاط أو حدث اجتماعي يشعرك بالخوف، ومن ثم الخوف أو القلق الشديد أثناء المواقف الاجتماعية، وبعد ذلك تتذكر وتتعقب العيوب التي فعلتها وتقيم أداءك بعد المواقف الاجتماعية..


وتنقسم أعراض الرهاب الاجتماعي إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي (أعراض ادراكية معرفية، أعراض فسيولوجية جسدية، أعراض سلوكية)


من الممكن أن تتغير أعراض القلق الاجتماعي بمرور الوقت وقد تشتد الأعراض مع استمرار القلق الاجتماعي دون علاجه وعند مواجهة التوتر أو الكثير من التغييرات ومطالب الحياة.


إذًا كيف نعيش حياتنا ونحن قلقون اجتماعيًا

ببساطة إن القلق الاجتماعي هو الخوف من أن يكون الشخص تحت ملاحظة شخص آخر أو مجموعة من الأشخاص مما يؤدي إلى تجنب المواقف الاجتماعية، أو تحملها في وجود خوف شديد مع اللجوء لسلوكيات الأمان ومن ثم يزداد سوء الاضطراب.

إنك في الحقيقة تشعر بالرغبة الدائمة في أن تكون مثالي جيد وتظهر بشكل مناسب ولائق وفي الوقت نفسه تخاف ألا تكون جيدًا كالآخرين وعلى المستوى المتوقع أو على الأقل كالمطلوب.

يصاحب القلق الاجتماعي تقييم ذاتي سلبي وخوف من النقد ويعزز ذلك الأفكار السلبية التي تتدفق من معتقدات مغلوطة بالفشل وانخفاض القيمة والتهديد وغيرها، وكذلك تظهر على المصاب أعراض جسدية كاحمرار الوجه، رعشة اليد، تسارع نبضات القلب، والشعور بالغثيان، وغيرها من الأعراض التي تولد لدى المصاب المزيد من الأفكار السلبية عن ذاته فتزداد شدة القلق.

نتيجة لذلك يتجنب بعض الأشخاص المصابين بالقلق الاجتماعي المواقف الاجتماعية الصعبة تمامًا وغالبًا يؤدي ذلك إلى تعزيز الأفكار السلبية وفقدان المهارات الاجتماعية وقد يؤدي لفقدان الكثير من الفرص وفقدان الحياة، بينما يلجأ البعض الآخر إلى سلوكيات الأمان التي تجعلهم يشعرون بالتكيف والراحة المؤقتة كالتظاهر بالانشغال وتجنب النظر في الآخرين والجلوس بعيدًا وغيرها من السلوكيات التي لا تساهم في حل مشكلة الاضطراب بل في تفاقمها.

قد يمتلك المصاب بالقلق الاجتماعي الكثير من المهرات والأنشطة التي يمارسها منفردًا ولكن تجنب التفاعل الاجتماعي يؤدي بالشخص المصاب بالقلق الاجتماعي إلى أن يكون منطويًا على نفسه ويعتقد أن هذا يجعله في أمان أكثر من التعامل مع الآخرين ومن ثم يألف حياة التجنب والعزلة.

هذا ما يجعل المواقف الاجتماعية صعبة جدًا عليك فشعورك بالقلق الشديد يؤثر على السلوك والجسد والمشاعر والأفكار.

في ختام هذا المقال

عليك أن تعكس ذلك على المواقف الاجتماعية الأخرى في حياتك وتلاحظ ماذا يجري داخل عقلك وكيف يظهر على جسدك وسلوكك، كما أنصحك إن كنت تجد أنك تعاني من أعراض القلق الاجتماعي أن تتجه للعلاج النفسي يمكنك التوجه لاستشارة الأخصائي النفسي للتشخيص الاكلينيكي والعلاج أو التسجيل اون لاين في دورة نقطة تحول لعلاج القلق الاجتماعي على أكاديمية ياسر نصار..

يمكنك تقييم ذاتك مبدئيًا بتطبيق مقياس القلق الاجتماعي سيعطيك نتيجة تعتبر مؤشر لمستوى القلق الاجتماعي لديك، ولاتنسى أنه مجرد مؤشر وليس تشخيص اكلينيكي