الرهاب الاجتماعي لدى طلاب الجامعة المستجدين: التحديات والحلول
تشكل الجامعة بيئة جديدة مليئة بالتحديات الأكاديمية والاجتماعية التي قد تؤثر بشكل خاص على الطلاب المستجدين. بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي، يمكن أن تكون هذه التحديات أكبر وأكثر تعقيدًا، مما يجعل التكيف مع الحياة الجامعية أمرًا صعبًا.
ما هو الرهاب الاجتماعي؟
الرهاب الاجتماعي، المعروف أيضًا باسم اضطراب القلق الاجتماعي (Social Anxiety Disorder)، هو اضطراب نفسي شائع بين طلاب الجامعات. يتمثل هذا الاضطراب في خوف شديد وغير مبرر من المواقف الاجتماعية التي قد يتعرض فيها الشخص للتقييم أو النقد من الآخرين. هذا الخوف قد يؤدي إلى تجنب الشخص للمواقف الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين، مما يؤثر سلبًا على حياته اليومية والأكاديمية.
لماذا قد يزداد حدة الرهاب الاجتماعي لدى طلاب الجامعة المستجدين؟
1.العوامل البيئية: الانتقال إلى بيئة جديدة مع تغييرات كبيرة مثل الحياة الجامعية يمكن أن يزيد من حدة الرهاب الاجتماعي. الضغوط الأكاديمية والاجتماعية، مثل التوقعات العالية والمشاركة في الأنشطة الجامعية كالعروض التقديمية، قد تزيد من الشعور بالخوف والقلق.
2.العوامل الوراثية: الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من اضطرابات القلق، بما في ذلك الرهاب الاجتماعي، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.
3.اختلاف طبيعة العلاقات الاجتماعية: البيئة الجامعية تختلف كثيرًا عن المدرسة. الحرم الجامعي مليء بالعديد من الطلاب الغرباء، مما يختلف عن المجتمع المدرسي الصغير المألوف، حيث تكون العلاقات الاجتماعية معروفة وواضحة.
علاج الرهاب الاجتماعي لدى طلاب الجامعة:
العلاج النفسي: يُعتبر العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من أكثر العلاجات فعالية للرهاب الاجتماعي. يساعد هذا العلاج الطلاب على تحدي الأفكار السلبية وتطوير استراتيجيات لمواجهة المواقف التي تسبب لهم الخوف. يمكن أن تكون دورات مثل "دورة نقطة تحول" مفيدة لتعلم تقنيات فعالة وسهلة لتجاوز الرهاب الاجتماعي.
العلاج الدوائي: في بعض الحالات، قد يتم وصف أدوية مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) لتخفيف أعراض الرهاب الاجتماعي، ويُفضل أن يتم استخدام هذه الأدوية بالتوازي مع العلاج النفسي لتحقيق أفضل النتائج.
التدخلات الذاتية: تشمل التدخلات الذاتية ممارسة تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق، والمشاركة التدريجية في المواقف الاجتماعية لزيادة الثقة بالنفس. هذه التدخلات يمكن أن تساعد الطلاب على التعامل مع القلق الاجتماعي بشكل يومي.
الرهاب الاجتماعي قد يكون تحديًا كبيرًا يواجه الطلاب المستجدين في الجامعة، ولكنه ليس عائقًا لا يمكن التغلب عليه. من خلال الفهم الصحيح للعوامل المؤثرة والعلاجات المتاحة، يمكن للطلاب التكيف مع بيئتهم الجديدة وتحقيق النجاح الأكاديمي والاجتماعي.
المراجع:
Association. (2013)
Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (5th ed.).
Stein, M. B., & Stein, D. J. (2008). Social anxiety disorder. The Lancet, 371(9618), 1115-1125.
Heimberg, R. G., Liebowitz, M. R., Hope, D. A., & Schneier, F. R. (1995). Social phobia: Diagnosis, assessment, and treatment. Guilford Press.
Turk, C. L., Heimberg, R. G., & Magee, L. (2008). Social anxiety disorder. In A. M. Nezu & C. M. Nezu (Eds.), Comprehensive handbook of cognitive behavior therapy (Vol. 2, pp. 393-420).
Springer.
Purdon, C., & Antony, M. M. (2002). Social anxiety disorder. In M. M. Antony & D. H. Barlow (Eds.), Handbook of assessments and treatment planning for psychological disorders (pp. 407-450). Guilford Press.
Spence, S. H., & Rapee, R. M. (2016). The etiology of social anxiety disorder: An evidence-based model. Behaviour Research and Therapy, 86, 50-67.
Blanco, C., Okuda, M., Wright, C., Hasin, D. S., Grant, B. F., Liu, S. M., & Olfson, M. (2008). Mental health of college students and their non-college-attending peers: results from the National Epidemiologic Study on Alcohol and Related Conditions. Archives of General Psychiatry, 65(12), 1429-1437.
Hofmann, S. G., & Smits, J. A. (2008). Cognitive-behavioral therapy for adult anxiety disorders: A meta-analysis of randomized placebo-controlled trials. Journal of Clinical Psychiatry, 69(4), 621-632.
Baldwin, D. S. (2011). Social anxiety disorder: Current approaches to pharmacotherapy. CNS Drugs, 25(1), 1-16.
Rapee, R. M., & Spence, S. H. (2004). The etiology of social phobia: Empirical evidence and an initial model. Clinical Psychology Review, 24(7), 737-767.
التعليقات
لا يوجد أي تعليقات لعرضها.
تسجيل الدخول