ما وراء الرهاب الاجتماعي: فهم الأسباب والأضرار على الصحة النفسية والجسدية
بين أسباب و اعراض الرهاب الاجتماعي التي تعيق تواصلك اجتماعيا والأضرار النفسية التي يسببها لك، و رغبتك في عيش حياة طبيعية معادلة صعبة تحتاج منك خطوة جريئة نحو علاج الرهاب الاجتماعي! دعني أسألك الآن: ماذا سيكون مستقبلك إذا لم تخضع إلى علاج الرهاب الاجتماعي (القلق الاجتماعي)؟ ان الرهاب الاجتماعي حالة نفسية معقدة تؤثر بشكل عميق في حياتك. تعيقك أعراضه عن تفاعلاتك الاجتماعية وممارسة أنشطتك اليومية بشكل طبيعي. بإهمالك العلاج والتخلص من أسباب الرهاب الاجتماعي، ستتفاقم أعراض social phobia عليك وتؤثر سلبًا على حياتك في جوانب متعددة. في هذا المقال سنناقش كل من: أسباب، أعراض وأضرار الرهاب الاجتماعي (القلق الاجتماعي) والآثار المترتبة على حياة المريض النفسية إن لم يتم علاجه.
رابط اشترك الآن
أولًا: أسباب الرهاب الاجتماعي (القلق الاجتماعي):
ما الذي يجعل الرهاب الاجتماعي (القلق الاجتماعي) مستمرًا؟ هل من الممكن أن تسلك سلوكيات تزيد من حدة اضطرابك أو تفكر بطريقة تحفز من الرهاب الاجتماعي لديك؟
ان حلقة الرهاب الاجتماعي توضح حقيقة في غاية الأهمية وهي استمرار القلق الاجتماعي والذي قد يستمر لمدى الحياة. إنك تغذي قلقك الاجتماعي بمحاولاتك في التخفيف من القلق والخوف بطرق سطحية غير مجدية سوا للحظات.
تعرف الآن على أهم أسباب اضطراب الرهاب الاجتماعي والتي تعزز من تدهور حالتك النفسية:
1-المعتقدات المغلوطة:
إن الشخص الذين يعاني من الرهاب الاجتماعي (القلق الاجتماعي) دائمًا ما يفكر ويسأل نفسه ما سبب الارتباك أمام الناس؟ ولماذا لا أستطيع أن أتحدث بطلاقة وأعبر عن أفكاري؟ لأنه يجهل أن أهم وأعمق أسباب الرهاب الاجتماعي عند كل شخص منا هو وجود معتقدات سلبية لدى الشخص منذ طفولته مثل: أنا فاشل، أنا غبي، أنا مرفوض...، تؤدي بدورها إلى تدفق الأفكار السلبية المعيقة للتفاعلات الاجتماعية والعجز عن استخدام المهارات الاجتماعية بفعالية نتيجة لضعف الثقة بالنفس وانخفاض القيمة الذاتية للمصاب باضطراب الرهاب الاجتماعي (القلق الاجتماعي).
فهذه المعتقدات المغلوطة تحدد كيف يفكر المصاب بالرهاب الاجتماعي؟ فهي منبع الأفكار السلبية عن ذاته ونظرة الاخرين له. وهي التي تجعله يشعر بمشاعر صعبة ويسلك سلوكيات خاطئة وبذلك تزداد أفكاره السلبية وينتج عنها مشاعر سلبية صعبة أخرى وبالتالي سلوكيات خاطئة أكثر وهكذا يظل الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي في حلقة مفرغة تحت تأثير المعتقدات المغلوطة فينتج عنها فقدان لمهاراته الاجتماعية وانخفاض في الثقة بالنفس وتقدير الذات، وتؤدي به لعيش حياة صعبة يعاني فيها من اضطراب الرهاب الاجتماعي (القلق الاجتماعي) الذي يشتد بمرور الزمن.
ومن خلال هذه الحلقة لنموذج العلاج المعرفي السلوكي (CBT) للرهاب الاجتماعي التي يعتقد فيها من يعاني من الرهاب الاجتماعي أنه لا يمتلك المهارات الاجتماعية الكافية للتعامل مع الآخرين والأداء في المواقف الاجتماعية بشكل مثالي، قد يؤدي تأخر العلاج إلى فقدان المهارات الاجتماعية والحرمان من العلاقات الجيدة والتطور الشخصي في المجالات المختلفة وقد يصاب أخيرًا باضطرابات نفسية أخرى.
فكر معي الآن في موقف اجتماعي وجدت فيه صعوبة وقلق شديد وحاول تحليله
2. التجنب:
إن التجنب أكثر علامات الرهاب الاجتماعي شيوعًا وهو رد فعل تلقائي للخوف. التجنب يوقف الخوف فورًا لكنه ليس علاج حقيقي وطويل الأمد. فهو يمنع الشخص الذي يعاني من الرهاب الاجتماعي من التعود والتكيف من خلال التعرض المتكرر للموقف، حيث أنه عندما يتجنب المواقف الاجتماعية تصبح أكثر صعوبة عليه في كل مرة مما يفقده الثقة بالنفس. وبالرغم من ذلك ان الأشخاص المصابون باضطراب الرهاب الاجتماعي يقللون من خياراتهم الاجتماعية بداعي الخوف فتستند قراراتهم في الحياة إلى: ما يرتاحون له وليس ما يرغبون في فعله.
ومن التجنب نوعان: تجنب سلوكي تام لكل الموقف الاجتماعي مثل الخروج لشراء السندويشات بدًلا من الأكل في مطعم، والتجنب السلوكي المحدد تندرج منه سلوكيات الأمان التي تحقق للمصاب باضطراب الرهاب الاجتماعي الإحساس بالراحة والثقة المؤقتة مثل تجنب التواصل البصري، أو عقد الذراعين لتجنب المصافحة، والصوت المنخفض أثناء الحديث وغيرها. وهذا التجنب بنوعيه يمنعه من التعلم والتكيف في المواقف الاجتماعية مما يزيد من اعراض الرهاب الاجتماعي سوء.
مثال: عوضًا عن الاختلاط مع الآخرين في حفلة نجاح صديقك فتفضل الاعتذار عنها باختلاق حجة المرض وتتجنب الحضور وبالتالي لن تضطر أن تعاني من اعراض الرهاب الاجتماعي من خوف وتوتر من الآخرين وتعرق واحمرار بالوجه وتلعثم بالكلام أثناء تحية الآخرين، وقد تذهب إلى حفلة صديقك وتجلس في كرسيك الجانبي بقرب الحائط لتشعر ببعض الراحة وتلعب بهاتفك عندما تشعر بالتوتر بسبب قرب أحد الحضور منك للتحدث معك أو سؤالك عن أحوالك فيتركك وشأنك.
أي أن تجنب التفاعل الاجتماعي يؤدي بالشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي إلى أن يكون منطويًا على نفسه ويعتقد أن هذا يجعله في أمان أكثر من التعامل مع الآخرين ومن ثم يألف حياة العزلة. وهذا ما يجعل المواقف الاجتماعية صعبة جدًا عليك
3. التفكير السلبي:
غالبًا يتوقع الأشخاص الذين يعانون الرهاب الاجتماعي صورة سلبية في أذهانهم عن نظرة الآخرين لهم في المواقف الاجتماعية ويميلون الى التركيز السلبي على أنفسهم ويتوقعون أن الآخرين يفكرون بهم سلبيًا.
يركز المصابون باضطراب الرهاب الاجتماعي (القلق الاجتماعي) على صورة ذهنية مشوهة وغير دقيقة لمظهرهم الذي يتصورونه لدى الآخرين مثل: أبدو أحمقًا أمامهم، سيعتقدون إنني شخص ممل ولا أستطيع الحديث بشكل جيد. في الوقت نفسه، يمعن المصابون باضطراب الرهاب الاجتماعي النظر إلى "الموجودين"، المحيطين بهم، بحثًا عن أي دليل على الرفض، مما يعزز صورتهم الداخلية المشوهة ويضخمها.
مثل: أنا متأكد من أن الجميع سيلاحظون احمرار وجهي عندما أضطر إلى تعريف نفسي في الاجتماع وسيعتقد الجميع أنني غريب الاطوار.
عندما يلاحظ الآخرون "احمرار وجهي"، سيعتقدون أنني ضعيف ولن يرغب أحد في أن يحتك بي، وسأكون وحدي.
4. الخوف من الخوف:
يحدث أن يتوقع الشخص أنه سيكون متوترًا وقلقًا في الموقف الاجتماعي وأن أعراض القلق ستظهر عليه، فتزيد الأفكار من القلق قبل الموقف وهذا يزيد من احتمالية التعرض للأعراض الجسدية كاحمرار الوجه، والتعرق، والشعور بأن العقل فارغًا. يساعد هذا في تعزيز المعتقدات السلبية والقلق من المواقف المستقبلية.
مثل: لن أستطيع التحدث، أعلم سأتلعثم ويرتجف صوتي، ماذا لو لاحظ الآخرون تعرقي ورجفة يدي.
5. القلق من المستقبل:
القلق يمثل مشكلة رئيسية لدى المصابين باضطراب القلق الاجتماعي يتضمن توقع الخوف من المستقبل؛ وهو سيل من أسئلة "ماذا لو؟"، وله دور مهم في استمرار الرهاب الاجتماعي. ترجع صعوبة التغلب على القلق جزئيًا إلى خداع القلق (وهو الاعتقاد ان امتلاك قدر كافي من القلق يجنب حدوث المخاوف). وحتى إذا لم يحدث أمر سيء، أو تحقق النجاح، تتعزز فكرة لديهم أن القلق مفيد ويقولون “كان هذا مجرد حظ وسأفشل في المرة القادمة".
6. عامل التوتر:
إذا لم يتم التعامل مع التوتر بالشكل الصحيح فإنه يمكن ان يعيق أي تقدم ويزيد من صعوبة المشكلات، قد يتسبب التوتر في انتكاسة الشخص بعد تخلصه من أعراض اضطراب الرهاب الاجتماعي فتعود معاناته من اعراض الرهاب الاجتماعي. كما أن إن بقاء الجسم في حالة حذر مستمر له تأثير ضار ويمكن أن يؤدي إلى إرهاق مزمن، وشد عضلي، واضطرابات النوم، وغيرها من الأعراض النفس جسمية.
7. المزاج السيء:
الشعور بالحزن قد يزيد احتمالية العزلة في المنزل وعدم الرغبة في التحدث مع أي شخص والأشخاص الذين يعتقدون أنهم لا يستطيعون التفاعل الاجتماعي الا في الظروف الحسنة فهم يقيدون أنفسهم ويزداد ذلك تحت تأثير الرهاب الاجتماعي والأفكار السلبية المرافقة له.
8. تحليل الموقف الاجتماعي بعد انتهائه:
يحلل المصاب بالرهاب الاجتماعي الموقف بعد انتهائه مع الكثير من الأفكار السلبية مثل: تحدثت بشكل ممل، بدوت غبيًا، يعتقدون أنني ساذج. وتولد هذه الأفكار المشاعر الصعبة وبالتالي يتبع سلوكيات خاطئة لتحميه من تكرار التجربة والتعرض لتلك الأفكار والمشاعر مرة أخرى وهذا السلوك بحد ذاته معزز للرهاب الاجتماعي ويؤدي لتكرر التجربة الصعبة على الفرد المصاب.
يستمر الرهاب الاجتماعي بسبب المعتقدات الأساسية المغلوطة التي تجعل الأفكار السلبية تتدفق على الرغم من عدم صحتها، وبالرغم من أن هذه المعتقدات لم تعالج بسبب التجنب وسلوكيات الأمان والتركيز على الذات بالتفكير السلبي عند مواجهة المواقف الاجتماعية، إلا أن اتباع أي نوع من التجنب يؤثر سلبًا على التخلص من الرهاب الاجتماعي فعند تجنب المواقف التي تمثل تهديدا تتشكل حلقة مفرغة تبقي الرهاب الاجتماعي (القلق الاجتماعي) مستمرًا.اهمال علاج الرهاب الاجتماعي يعني أن الشخص يمارس المعززات بشكل أكبر وإن كان خضع لعلاج الرهاب الاجتماعي وبدأ في التحسن فإن استمراره في ممارسة المعززات سيعرضه لانتكاسة وتتراجع نتائج العلاج وتسوء حالته، وبالتالي في كلا الحالتين سيعاني من العديد من المضاعفات.
ثانيًا: الأعراض المترتبة على اهمال علاج اضطراب الرهاب الاجتماعي (القلق الاجتماعي):
يمكن أن تسيطر أعراض اضطراب الرهاب الاجتماعي على حياتك إذا لم يُعالج، مما قد يؤثر سلبًا على العمل أو الدراسة أو العلاقات أو جودة الحياة بشكل عام.
ويترتب على اضطراب الرهاب الاجتماعي مجموعة من الأعراض وهي:
• انخفاض الثقة بالنفس وتدني تقدير الذات
• التردد المستمر وصعوبة اتخاذ القرارات
• التفكير السلبي والانتقادات الذاتية
• حساسية مفرطة تجاه النقد والتفسير الخاطئ لأفعال الآخرين
• ضعف في المهارات الاجتماعية وفقدانها
• العزلة وصعوبة التفاعل والعجز عن بناء علاقات اجتماعية
• تدني في الأداء الأكاديمي والمهني
• الاعتماد على الإدمان لتخفيف التوتر مثل الإفراط في تناول الكحول أو الأطعمة غير الصحية
• ارتفاع خطر الانتحار أو محاولات الانتحار
كما يرتبط اضطراب الرهاب الاجتماعي في كثير من الأحيان بأنواع أخرى من اضطرابات القلق واضطرابات الصحة العقلية، خاصة الاكتئاب الشديد ومشكلات تعاطي المخدرات. فيما يلي نستعرض بعض الآثار المترتبة على اضطراب الرهاب الاجتماعي:
ثالثًا: أضرار الرهاب الاجتماعي (القلق الاجتماعي):
عندما لا يعالج القلق الاجتماعي يترتب على ذلك العديد من الأثار الجانبية التي يمكن أن يكون لها تأثير على الحياة السوية سواء للأطفال أو للنساء أو للرجال أو للمراهقين، على اختلاف المرحلة العمرية و الجنس من الضروري الاستعانة بمعالج نفسي لتخطي المضاعفات و أعراض الرهاب الاجتماعي.
أضرار الرهاب الاجتماعي الأكثر شيوعا هي:
1. زيادة العزلة الاجتماعي
مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي بك اضطراب الرهاب الاجتماعي (القلق الاجتماعي) إلى تجنب كل المواقف التي قد تسبب لك القلق أو الإحراج. هذا التجنب قد يشمل المواقف اليومية البسيطة مثل التحدث أو المشاركة قي اللعب أو الطعان وحتى التسوق مع الأصدقاء. وبالتدريج، سيزداد انعزالك وتبدأ في تراجعك وفقدان مهاراتك وفقدان علاقاتك الاجتماعية والدعم الاجتماعي، ما يعزز شعورك بالوحدة والعزلة.
2. التأثير السلبي على الحياة المهنية
من دون علاج الرهاب الاجتماعي واهماله، ستجد صعوبة كبيرة في تحقيق النجاح المهني. فالمواقف التي تتطلب التفاعل مع الزملاء أو تقديم العروض أو حضور الاجتماعات قد تكون مرعبة للغاية بالنسبة لك، ما يؤثر على استقرارك وصحتك النفسية والعقلية. وقد يؤدي هذا القلق المستمر إلى فقدان القدرة على الاستبصار والرؤية والفرص المستقبلية أو حتى فقدان العمل، ما يسبب لك المزيد من التوتر النفسي.
3. تفاقم القلق وتطوره لأمراض نفسية أخرى
إن مع اهمالك علاج اضطراب الرهاب الاجتماعي (القلق الاجتماعي)، ستبدأ في الشعور بالخوف حيال قلقك نفسه ما يجعلك في حلقة مغلقة من المعاناة. هذا القلق المزمن قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض نفسية أخرى مثل الاكتئاب واضطراب الهلع أو حتى الإدمان على مواد كالكحول أو المخدرات أو كثرة تناول الأطعمة غير الصحية. فهي تعتبر كوسيلة غير صحية للتعايش مع مشاعر القلق والضغط الناتجة عن اضطراب الرهاب الاجتماعي.
4. تدهور العلاقات الشخصية
الرهاب الاجتماعي قد يكون له تأثير كبير على العلاقات الشخصية. قد تجد صعوبة في الحفاظ على علاقات جديدة وتكون علاقاتك القديمة في خطر. قد تشعر بالخجل المفرط أو القلق من انتقاد الآخرين لك، مما يسبب ترددك في التفاعل معهم. بمرور الوقت، قد يبدأ الآخرون في تجنبك، مما يزيد من شعورك بالوحدة والحزن.
5. الحد من النمو الشخصي وتطوير الذات
لا نغفل عن تأثير الصحة النفسية في النمو الشخصي والمهني فالصحة النفسية أساس تعزيز استجابتنا. إن اهمالك لعلاج الرهاب الاجتماعي (القلق الاجتماعي)، قد يجعلك تفقد العديد من الفرص لتطوير نفسك. ستجد نفسك تتجنب التجارب الجديدة سواء على الصعيد الشخصي أو المهني، ما يجعلك عالقًا في دائرة من الخوف والتجنب. هذا الحرمان من فرص النمو والتطور قد يؤدي بك إلى شعور بالإحباط وعدم القدرة على استغلالها.
6. تدهور الصحة الجسدية
هل المرض النفسي له أعراض جسدية؟ هل يتحول الألم النفسي إلى جسدي؟ وكيف تؤثر الصحة النفسية على الصحة الجسدية؟ إن الاضطرابات النفسية لا تكون دائمةً داخل نطاق النفس فقط، بل قد تؤثر على الصحة الجسدية أيضًا. فالتوتر والقلق المزمن الناتج عن اضطراب الرهاب الاجتماعي (القلق الاجتماعي) قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل اضطرابات النوم، الصداع المزمن، مشاكل الجهاز الهضمي، وارتفاع ضغط الدم والعديد من الأمراض المزمنة. هذه المشكلات الصحية هي تفاعل نفسي جسدي. وعند استمرار التعرض للضغط النفسي الحاد، قد يتلف أحد أجهزة الجسم أو يحدث خلل في وظيفته، وفي هذه الحالات لن يستجيب للعلاجات العضوية، إلا بعلاج أسباب الانفعال والتوتر والقلق نفسيًا. وتسمى بالأمراض النفسجسمية (السيكوسوماتية).
رابعًا: كيف يمكن للعلاج النفسي أن يغير المسار؟ كيف أعالج نفسي بنفسي من الرهاب الاجتماعي؟
العلاج النفسي يمكن أن يكون نقطة تحول حقيقية للمصاب بالقلق الاجتماعي، حيث يعمل على إعادة تشكيل المعتقدات والأفكار المشوّهة التي تزرع الخوف والارتباك في المصاب خلال المواقف الاجتماعية. إضافة إلى أنه من خلال ممارسة تمارين سلوكية لعلاج الرهاب الاجتماعي وتلقي الدعم وتعلم مهارات جديدة للتعامل مع المواقف الاجتماعية، يصبح قادرًا على مواجهة مخاوفه بشجاعة واستعادة ثقته بنفسه وبالآخرين، مما يفتح له أبوابًا جديدة للتواصل والراحة والنجاح الاجتماعي.
من أساليب العلاج النفسي لاضطراب الرهاب الاجتماعي (القلق الاجتماعي)؛ العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي (REBT)، للتغلب على الأفكار السلبية. والتدريج في التعرض للمواقف الاجتماعية المخيفة، بالإضافة إلى تقنيات الاسترخاء للتعامل مع التوتر والقلق ولتحسين الثقة بالنفس. وان كنت تسأل ما هو أفضل دواء لعلاج الرهاب الاجتماعي؟ فالطبيب النفسي سيقدم لك العلاج الدوائي المناسب لحالتك عند الحاجة له فقط.
سأجيبك الآن على سؤالك؛ كيف أعالج نفسي بنفسي من الرهاب الاجتماعي؟ رغم أن الحصول على مساعدة من مختص نفسي يُعدّ أمرًا جوهريًا، إلا أن هناك دورة تدريبية يمكنك تجربتها بشكل فردي وهي إحدى أفضل خيارات العلاج النفسي الفعّالة في علاج اضطراب الرهاب الاجتماعي (القلق الاجتماعي)، التي يمكنك اللجوء إليها. دورة علاج الرهاب الاجتماعي يقدمها المعالج النفسي ياسر نصار عن بعد، وهي كورس اونلاين يعتمد على برنامج تدريبي مشتق من العلاج المتبع في العيادة يهدف إلى تأهيلك لتكون المعالج النفسي لنفسك من خلال تمارين العلاج المعرفي السلوكي المثبتة والمجربة وقد أثبتت نجاحها في علاج الرهاب الاجتماعي (القلق الاجتماعي) لدى آلاف العملاء. يمكنك أن تتخلص من الرهاب الاجتماعي نهائيا اضغط هنا وابدأ اليوم
هل يمكن الشفاء من القلق الاجتماعي؟
نعم، يمكن الشفاء والتخلص من الرهاب الاجتماعي نهائيًا أو على الأقل تحقيق تحسن كبير في الأعراض. يعتمد ذلك على مدى التزامك بالعلاج النفسي المناسب، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذي يساعد على تغيير الأفكار السلبية وتطوير استراتيجيات مواجهة فعّالة، بالإضافة إلى بعض الحالات التي تتطلب إلى تنول الأدوية التي قد يوصي بها الطبيب النفسي. مع استمرار العلاج وبمرور الوقت وحصولك على الدعم المناسب من نفسك والآخرين، يمكن أن تتخلص من معتقداتك المغلوطة المسببة لرهابك الاجتماعي نهائيًا وكذلك ستتعلم كيفية التحكم في مخاوفك والعيش بثقة وراحة في المواقف الاجتماعية. وعليك باتباع أساليب الوقاية من الرهاب الاجتماعي باستمرار.
أنت تستحق أن تعيش حياتك بشكل طبيعي تعيش مشاعرك بدون توتر أو خوف وتضخيم للمواقف وأن تخوض تجارب الحياة بتفاؤل وإقدام، وتستمتع باللحظات مع اسرتك واصدقائك حتى أثناء أداء عملك، أنت تستحق أن تعبر بثقة وأن تعيش حياتك باطمئنان وسلام أينما كنت.
الخلاصة
إذا تأخر المصاب باضطراب الرهاب الاجتماعي في العلاج، فإن تدهورًا ملحوظًا في جودة حياته على مختلف الأصعدة: الاجتماعية، المهنية، النفسية، والجسدية، سيحدث بالتدريج. العلاج ليس فقط وسيلة لتحسين الحالة النفسية الحالية، بل هو فرض للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية والعقلية، وهو ضروري لفتح آفاق جديدة، حيث يمكن للفرد أن يحقق إمكاناته الكاملة دون أن يكون الرهاب والقلق الاجتماعي عائقًا أمامه.
وفي النهاية، تبقى الخطوة الأولى نحو التحسن هي الاعتراف بالمشكلة (يمكنك الآن حل اختبار الرهاب الاجتماعي)، وتقبل الحاجة إلى المساعدة وطلب العلاج والدعم من المختصين في العلاج النفسي مبكرًا في الوقت المناسب.
التعليقات
لا يوجد أي تعليقات لعرضها.
تسجيل الدخول